ظل الأب

⁠في لوحة “ظل الأب”، الأب يقف شامخًا، تحيط به عائلته التي تشبهه حد التطابق، وجوههم صورة عن وجهه، نظراتهم انعكاس لنظرته، وملابسهم امتداد لثيابه. حتى اختلاف الأفراد ذاب في قالب واحد، صُنِعوا على شاكلته، وكأن الهوية الذاتية قد أُلغيت لصالح تقليده. هكذا أرادهم، مرايا تردّد صورته، لا صوت لهم إلا صدى صوته، ولا رأي إلا رأيه. هنا، الاستقلالية ليست خيارًا، بل قيدًا غير مرئي يلتف حول أعناقهم، حتى ظلالهم لا تنفصل عنه

error: Content is protected !!