في لوحة “كلنا طفل”، يظهر رجل بالغ ذو لحية وملامح حكمة، رأسه مكتظ بأفكار متداخلة وسوداء، تتراكم فوقه مثل سحب مثقلة. وفي لحظةٍ خاطفة، يضع اللهاية في فمه، كأنه يريد أن يهرب من صخب الأفكار وغبارها. يبحث في هذا الفعل عن راحة مفقودة، عن براءة الطفولة وبساطتها، رغم سنيِّه وتجاربه. هذه اللحظة ليست عبثًا، بل هروب من فوضى العقل، نزوع نحو بساطةٍ تعيد له شيئًا من الطمأنينة، حتى لو بدا المشهد عبثيًا وساخرًا